إلى من أتعبته المعاصـــــي
أخي الكريم ,اختي الكريمه
أحيي فيك النفس التي تلوم صاحبها على المعصية ,
فأنت صاحب قلب مؤمن أحرقته المعصية ,
وناداه نداء الفطرة السليم أن يعود إلى ربه وخالقه وأن يعود إلى رشده وصلاحه .
ومن الذي ما ساء قط ؟ ولو لم يرد الله إ جابة دعائك لما ألهمك دعائك له , فما أفقرنا إلا ليغنينا , وما أماتنا إلا ليحيينا , قال ابن القيم رحمه الله : إن في القلب شعث لا يلمه إلا الأقبال على الله : وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته, وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته : وفيه قلق لا يسكنه إلاالاجتماع عليه والفرار منه إليه : وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه : وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون وحده هو المطلوب : وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا
أخي : ألم يأتك وقت شعرت فيه بالحزن دون سبب , أو ألم دون مسبب , وبالغربة وسط الأهل , وبالوحشة بين الأصحاب , وبالملل وسط أسباب النعيم : كم نحن محتاجون أن نكون قريبون من ربنا عزوجل , هذه الحياة حياة قصيرة لياليها تمضي سريعا ولذاتها تنقضي , فليس فيها لذة كاملة بل جميع اللذات فيها نكد , ابتلانا الله سبحانه ليختبرنا أينا أحسن عملا ؟ وما مثل الحياة الدنيا إلا كما قال تعالى (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطامى وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
تطل علينا الفتن صباح مساء تغرينا بمظهرها البراق وشكلها الجذاب ,
فيدعو نا الشيطان إلى السفور والعصيان والخروج عن أمر الله ورسوله , باقتراف ماحرم الله بحجة البحث عن السعادة المنشودة ,
فهل هذا هو طريق السعادة ؟ رأينا الكثير من الشخصيات التي أبهرنا مظهرها وكأنهم رمز للسعادة في هذه الحياة , لكن عندما علمنا حقيقة ما يعيشون فيه من ضيق ونكد لم نستغرب ذلك لأنه كما الله
قال تعالى
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }
مغنية ألهت العلم بغنائها ثم تموت منتحرة : وممثلة كان الجميع يعتبرونها رمز السعادة ألقت بنفسها من عمارة ,
و رجل مشهور كان من أشهر من يلقي محاضرات عن السعادة مات منتحرا والقائمة تطول ,
فلا شك أن هذا أكبر دليل على خلو القلب من الإيمان بالله تعــــــــــلى .
نسأل الله أن يرزقنا الإيمان به والرضا بقضائه وقدره والانقياد لأوامر واجتناب نواهيه .
أخيتكمـ :تقوى