في ليلة شتوية باردة
كان الظلام حالكا
لم يراودني النوم كنت ارتعش
الساعة اقتربت على منتصف الليل
وفجأة لم أشعر بنفسي إلا وأنا
مستغرق في النوم
نمت نوما عميقا
و بعد لحظات أحسست بأنه الصباح
أشرقت الشمس
لم أشأ أن أنهض
كانت أصوات أخوتي في طبلة أذني وهم..........
وهم
حول سنية القهوة الصباحية
أصوات
الفناجين كانت كأصوات الأجراس ترن في أذني
وفجأة سمعت أمي تنادي:انهض لقد
أتى الصباح
فطأطأة رأسي و قلت سوف أنهض
سمعتك يا أمي
لكنها لم تسمعني
و بعدها أحسست بشيء يحركني
إذ بأمي تقوضني و هي تقول:أنهض
انهض يا ولدي
لم أكن مغمضا العينين وقلت:سوف
انهض
لكنها لم تشعر بي
وبعد لحظات احسست بدمعة فوق
وجهي
اذ بامي تبكي وتنادي تعالو:
لم يشأ ان ينهض و لم يتحرك
لعله......
سمعت سيارة الاسعاف
نقلتني للمستشفى وابي يحتضنني
ولما وصلنا نقلت إلى غرفة
تملئها المفكات و الأضواء
وبعد ساعة خرج الطبيب وهو حزين
و قال :
لقد
فارق الحياة منذ الليل إثر سكتت قلبية
كنت اصرخ و
انادي:لم امت بل مازلت حيا
لكنهم لم يسمعونني و لم يشعرو
بي رغم اني قريب
ارجعوني الى البيت
أحسست بدفئ الماء الذي
اغسلونني به
وأحسست أيضا بطيبة الرائحة
واحسست احسسا آخرا.........
إذ هو قبلة من أبي الحنون وهو
يبكي و يرتعش
لفوني في قماش ابيض أصبحت
كالسيجارة
ونقلوني إلى المسجد
وبعد سعة من ساعة
نقلت جثتي إلى المقبرة في جؤ
يملئه الحزن
إلى المقبرة أخذوني
وفي حفرة من حفرها تركوني
إلى القبلة وجهوني
بالتراب غطوني
اصبحت وحيدا
كيف سيصبح العالم من دوني؟
واذ بخيالين يقتربان مني
احدمها ابيض و الاخر اسود
سألتهما:من أنتما؟
فردا:نحن اعمالك في الدنيا يا
ولدي
فقال الأبيض:اعمالك سوف تدخلك
الجنة
فضحك الأسود ضحكتا رهيبة
وفجأة احسست بضربة على ظهري
فنهضت في رهبة و خوف و
قلت:لماذا؟ماذا تريدان؟
إذ بأمي توقضني و هي تذكر الله
وقالت:مابك يا ولدي؟هل كنت
تحلم؟الحرارة تملئ جسدك!
فقلت:نعم يا أمي لقد كنت احلم